براءة اختراع تتيح للمصابين بحالات شلل رباعي قيادة السيارة، والتحكم بها بواسطة حركة العين

فاز الشبان، زياد درعاوي، ونشأت الطويل، ومحمد السنباطي، بالمرتبة الثالثة، في منتدى المخترعين العرب للتنمية التكاملية بجامعة الدول العربية، وذلك عن براءة اختراع يتيح لللمصابين بحالات شلل رباعي، قيادة السيارة، والتحكم بها بواسطة حركة العين.
وفاز الشبان الثلاثة عن اختراعهم "التحكم بكرسي مقعد عن طريق العين"، بين 60 براءة اختراع شاركت في المنتدى. علما ان هذا الاختراع كان تم تسجيله صيف العام الماضي، من قبل وزارة الاقتصاد الفلسطينية.
واوضح درعاوي ان الاختراع هو عبارة عن نظارة الكترونية، توضع على العين، ويتم بواسطتها التحكم بالكرسي المتحرك، مشيرا الى انه "تم تصميم هذه النظارة، من اجل قيادة المركبات، لكن الظروف المادية، لم تسمح لنا بتطبيقها على السيارات العادية".
ويتم استخدام هذه النظارة، لتحريك كرسي ذوي الاعاقة، او السيارة العادية، والتحكم بها، بحركة العين، وذلك من خلال الربط بين العقل البشري، والعقل الالكتروني المتصل بدوائر خاصة، تمكن المستخدم من تشغيل، وتحريك، ودوران الكرسي، من خلال حركة العينين.
ويوضح درعاوي، أنه تم تأمين وتحصين النظارة، من الحركات المفاجأة لعين المستخدم، بحيث ان عملية التحكم والدوران، لا تحدث إلا إذا تحققت عدة شروط للحركة ضمن الدوائر الالكترونية التي تربط بين العين والعقل الإلكتروني.
ويشير الى أنه في حال تم تطوير النظارة المستخدمة في التشغيل والتحريك، فانه يمكن لأي شخص، سواء كان سليما او من ذوي الاعاقة، ان يستعملها في التنقل والحركة بواسطة السيارات العادية، لكن يبقى ذلك ضمن الدوائر الالكترونية الخاصة بالسيارة، والدوائر الالكترونية الخاصة بالاختراع التي تم تصميمها لهذه الغاية.
واوضح انه تم تطبيق هذا الاختراع على كرسي لذوي الاعاقة، من المصابين بالشلل الرباعي، وتم عرضها في معرض "ابداع الطلبة في جامعة البوليتكنك في الخليل عام 2012".
ويقسم اختراع درعاوي والطويل والسنباطي، إلى عدة اقسام، اولها القسم الكتروني الذي يمثل الجزء الرئيسي للاختراع، وهنا تؤخذ الاشارة من العين بواسطة مجسات، ومن ثم تتم معالجتها، ونقلها إلى المتحكم الدقيق، اما القسم الثاني فهو مخصص للتحكم، وهو عبارة عن العقل الإلكتروني الذي يستقبل الاشارة، ويعمل على تحليلها وتحويلها إلى أوامر محددة تذهب للقسم الميكانيكي، الذي يجسد الحركة عبر اجزائه المختلفة، مثل عجلات الكرسي، اضافة الى الاجزاء المسؤولة عن الحماية والامان، لمنع الاصطدام او الحوادث العرضية.
وتشير احصاءات وتقارير فلسطينية إلى أن الاشخاص ذوي الاعاقة، يشكلون ما بين 10-12 % من افراد االمجتمع الفلسطيني، ما يظهر اهمية هذا الاختراع الذي من شأنه تسهيل حياة قسم منهم، وتمكينهم من الاعتماد أكثر على انفسهم في بعض المسائل.
وكانت وزارة الاقتصاد الفلسطينية، اعتمدت في آب الماضي 2012، براءة اختراع الشبان الثلاثة (نظارة التشغيل)، وسجلتها كبراءة اختراع باسمهم.
ويوضح درعاوي، الذي مثل دولة فلسطين في منتدى المخترعين العرب للتنمية التكاملية، في جامعة الدول العربية، وحصل على المرتبة الثالثة، أن كلفة النظارة والكرسي المتحرك، لم تتجاوز (1100 دولار) مقارنة بالاسعار الباهضة، لهذه المقاعد التي يصل ثمن بعضها (الآلية منها) 10 آلاف دولار.
واعرب درعاوي عن مخاوفه بشأن مصير هذا الاختراع، لا سيما وان المواد المستخدمة في تصنيع هذه النظارة، ليست متوفرة في الاراضي الفلسطينية، وتحظر اسرائيل استيرادها، فضلا عن صعوبة تأسيس شركة فلسطينية تتبنى المشروع. وقال:"صحيح ان المشروع والاختراع يعد طفرة كبيرة في مجال التكنولوجيا تحققها فلسطين، لكن حتى هذه اللحظة لم نجد أي مؤسسة او جمعية سواء كانت فلسطينية أو عربية، تقدمت من أجل دعم المشروع، وغياب الممول ينمي شعورنا بالاحباط".
وتقدمت عدة شركات ومؤسسات أجنبية واسرائيلية لتمويل المشروع، غير أن درعاوي رفض ذلك كما يقول، موضحاً أنه وبعد 6 أشهر من عرض الاختراع في جامعة بوليتكنك في الخليل، سعت جمعية "نبراس الاجيال" في دار صلاح، لنشر الوعي بأهمية هذا المشروع، وللتواصل مع عدة مؤسسات فلسطينية وعربية لتبنيه وتطبيقه عمليا، دون ان تحقق هذه الجهود مبتغاها المطلوب.

http://www.youtube.com/watch?v=KOZcgH767rE